لكم هذه القصة الرائعة للفارس المشهور نومان الحسيني من بني حسين من قبيلة الظفير كما جاءت في كتاب أبطال من الصحراء لمؤلفه الأمير محمد السديري: الفارس الشجاع، والعاشق المعروف، نومان الحسيني، كان في رحلة صيد، ومعه عبده قنيبر، ومعهما طير (صقر) وقد اطلق الصقر على حبارى ولحق به نومان على جواده يعدو وأثناء تتبعه له، مر بفتاة بديعة الجمال، راكبة بكرها داخل هودجها، وقد اعجب بها، وترك الصقر والحباري، وأوقف جواده عند الفتاة، وأخذ يغازها، لعله يظفر بعطفها وغرامها، ولكن الفتاة لم تلتفت لكل ما ابداه، من تودد وأخذت تسأله عن شيء لم يخطر ببال، انها تسأله عن اشعار عقاب العواجي بمحبوبته (نوت) وتلح عليه ان يخبرها ان كان يعرف شيئاً من ذلك، لقد خسر نومان صقره، الذي غاب عنه بالصحراء يطرد طير الحباري، وخسر ما هو مؤمله من غرام الفتاة، لقد دفعت بكرها ولحقت بظعون أهلها الذين كانوا راحلين في الصحراء، ورجع نومان الى عبده قنيبر، فسأل العبد مولاه عن الصقر، فأجابه نومان بهذه الأبيات:
الطـيـر مـنـي يا قنيـبـر غـــدا فـــوت
يطـرد حبـارى خــم تـالـي المظاهِـيـر
دَليـت أنُـط النايفـه وازعــج الـصـوت
إلياما أبعَدوا عنا العرب وانتحى الطيـر
الهتنـي الـلي كـن عيـنـه سـنـا مــوت
نِـجــل عـيـونَـه والثـنَـايـا مَـغَـاتـيـر
تقول وش قال العواجي على نوت
شبـه الطيِـوح الـلـي تَـحِـظ المقاهـيـر
ومن كتاب تحفة الجزيرة لمؤلفه محمد العزب ننقل لكم سالفة الظفران الثلاثة: السالفة هذه هي على ثلاثة اخوان من قبيلة الظفير، واحد اسمه غصين وواحد اسمه سالم أما الثالث فلم احصل على اسمه، وكان غصين اصغرهم سناً، وكان دايما يسبب لهم بعض المشاكل مع جماعتهم، وحصل مرة ان زعل عليه اخوه الأكبر وضربه وهو في حالة غضب، فقال غصين انني سوف أذنب واترككم، فقال له اخوه وهو مثل ما ذكرنا في حالة زعل اذهب بدون رجعة. وذهب وبعد مدة اخذ له ذبيحة وذبحها واخذ من دمها ورش به ذلوله وشداده واعطاها لواحد وقال له اوصلها الى اخواني واذا سألوك فقل لهم لقد ذبح اخوكم وهذا دمه الذي هو دم الذبيحة الذي وضعه حتى ان يكون قريباً الى الصدق، وبعد ان وصلت الذلول الى اخوان غصين، تكدروا جميعاً وحزنوا وظنوا ان هذا صحيح، وبعد ان علموا بعض جماعتهم الذين بينهم وبينهم بعض المنافسة على ما رد الماء وعلى منزل البيوت صاروا يضايقونهم ويبعدون ابلهم عن الماء، اما غصين فقد جاء راجعاً بدون ان يعرف عند احد جاء ليرى حالة اخوانه بعده، وكان غصين هذا قد قال له بعض الأبيات عندما رحل من اخوانه، فيقول:
عزى لكم لا غبت عنكم ولا جيبت
من عقب جمعاكم غديتوا شتاتي
اضرب لكم بالسيف لا مني ادليت
ما يدب العيّال ضرب القناتي
واسرح لكم بالذود لا مني الفيت
وأثنى لا من هجن بكم مقفياتي
وبهذه الأبيات يبين لهم مواقفه الحميدة والمشرفة، ومثل ما ذكرنا جاء غصين هذا وصار على مقربة من جماعته، ورأى الحالة التي كانوا يعانون منها اخوانه من بعده، وبعد حلول الظلام في احدى الليالي صار قريباً من بيت أخيه سالم الذي كان قد حصل بينه وبينه بعض الزعل وقام بضربه وطرده، وبعد ان اقترب من البيت سمع اخاه ينشد هذه الأبيات على الربابة.
البارحه بالليل ما نامت العين
والدمع من جفني تزايد ذريفه
قلبي تدالنه كثير الشواطين
كبر الهضاب العاليات المنيفه
حملت همن لي مع القاط قاطين
والبال مني غيّر الوقت كيفه
الذود عندي له من الماء اظماوين
يحن من فرقا دلاله وريفه
شرهه تحن وتزعج الصوت لغصين
وتجاوبه بالصوت بنت الرهيفه
واخوى لاجتنا من الربع الادنين
ارجح يعدي منكبه كل عيفه
ولا ليا قالوا الى الغزو ملفين
فزيت فزت عاشقٍ شاف اليفه
وبعد أن انتهى من ابياته هذه دخل عليه وقال: ابشر بالفرج يا خوي، ورجع مثل ما كان عليه الأول.
x
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق